تعاهدوا أبنائكم
تعاهدوا أبنائكم
من خطبة: «قوا أنفسكم وأهليكم نارًا»
للشيخ العلَّامة: أبي عبد الله محمد بن سعيد رسلان –حفظهُ اللهُ-.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6]، ولَن تقيَ الأهلَ نارًا وأنت لا تدْري وَلدُكَ مَنْ يُصاحِبُ، ومِن أيِّ مَعينٍ يَنْهَل؛ فلعلَّهُ قد قُيِّضَ له مبتدعٌ يُضلُّهُ عن الصراط المستقيم، وأنت في غَفلةٍ غفلاء، وفي ليلٍ بَهيم، لا تدري ما يكونُ بعد!
وأمَّا المُتقدِّمون مِن سَلَفِنا الصَّالحين: فكان الواحدُ منهم يقول: «لَأَنْ يَصْحَبَ ابْنِي شاطرًا فاسقًا سُنِّيًّا هو خيرٌ له مِنْ أنْ يَصْحَبَ زاهدًا مُتَبَتِّلًا بِدْعِيًّا»، لِأَنَّهم يعلمون خطورةَ البدعةِ في الدين.
لا تَدَعْ وَلَدَك تَتَلَقَّفُهُ الجماعاتُ الضَّالَّةُ، والْفِرَقُ المُنْحَرِفَةُ.
فما وقيْتَهُ النَّارَ، أَسَأْتَ، وتَعَدَّيْتَ، وَظَلَمْتَ! ولَمْ تَرْعَ فيه أمانةَ اللهِ!
عَلِّمْهُ دينَ اللهِ، وَدينُ اللهِ لا فُرْقَةَ فيه، وَإِنَّما هُوَ قيامٌ على منهاجِ النُّبُوَّةِ، الَّذِي جاءَ به رَسُولُ اللهِ.
كيْفَ يكونُ مُؤَدِّيًا الأمانةَ الَّتي حُمِّلَهَا مَنْ يَرَى وَلَدَهُ يَضِلُّ الضَّلَالَ كُلَّهُ؟! هُجَيِّرَاهُ مع المُبْتَدِعَةِ؛ يَخْدَعُونَهُ بِمَا يَدَّعُونَهُ تَقَرُّبًا إلى اللهِ! وهُو لا يَدْرِي أنَّهُمْ يَحْرِفُونَهُ عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ!
تأمَّلُوا في أحْوَالِ أبْنائِكُمْ، وفِي أحْوالِ بَنَاتِكُمْ؛ فإنَّ أهلَ الحِزْبِيَّةِ الدِّينِيَّةِ البَغِيضَةِ، وإنَّ أهلَ الأهْواءِ والفُرْقةِ والتَّفْرُّقِ لَيَتَسَلَّلُونَ إلى البُيُوتِ عَنْ طريقِ البَنَاتِ!
يَحْرِفُوهُنَّ فِي المُجْتَمَعَاتِ ، فِي المُدُنِ الجَامِعِيَّةِ، وفِي الكُلِّيَّاتِ، وفي غيْرِ ذلك مِنَ المُنْتَدَيَاتِ، حتَّى تَصِيرَ حِزْبِيَّةً بِدْعِيَّةً؛ لا تَعْرِفُ الكِتَابَ ولا السُّنَّةَ، ولا تَعْرِفُ حَقًّا، ولا تُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هواها وَأُشْرِبَتْهُ.
تعليقات فيس بوك
فوائد ذات صلة