تَعْلِيمُ الطِّفْلِ الْقُرْآنَ وَالْأَدَبَ وَاللُّغَةَ
«تَعْلِيمُ الطِّفْلِ الْقُرْآنَ وَالْأَدَبَ وَاللُّغَةَ»
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ﷺ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَعَلَيْنَا أَنْ نَحْرِصَ عَلَى تَنْشِئَةِ أَبْنَائِنَا تَنْشِئَةً إِسْلَامِيَّةً، وَأَنْ نُعَلِّمَهُمُ الْقُرْآنَ وَاللُّغَةَ وَالْأَدَبَ، فَقَدْ قَالَ الْمُنَاوِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «لأنْ يُؤدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ عِنْدَمَا يَبْلُغُ مِنَ السِّنِّ وَالْعَقْلِ مَبْلَغًا يَحْتَمِلُ ذَلِكَ؛ بِأَنْ يُنَشِّئَهُ عَلَى أَخْلَاقِ صُلَحَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَصُونَهُ عَنْ مُخَالَطَةِ الْمُفْسِدِينَ، وَيُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ وَالْأَدَبَ وَلِسَانَ الْعَرَبِ، وَيُسْمِعَهُ السُّنَنَ وَأَقَاوِيلَ السَّلَفِ، وَيُعَلِّمَهُ مِنْ أَحْكَامِ الدِّينِ مَا لَا غِنَى عَنْهُ، وَيُهَدِّدَهُ ثُمَّ يَضْرِبَهُ عَلَى نَحْوِ الصَّلَاةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ؛ لِأَنَّهُ إِذَا أَدَّبَهُ؛ صَارَتْ أَفْعَالُهُ مِنْ صَدَقَاتِهِ الْجَارِيَةِ، وَصَدَقَةُ الصَّاعِ يَنْقَطِعُ ثَوَابُهَا، وَهَذَا يَدُومُ بِدَوَامِ الْوَلَدِ.
وَالْأَدَبُ غِذَاءُ النُّفُوسِ وَتَرْبِيَتُهَا لِلْآخِرَةِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم/ 6].
فَوِقَايَتُكَ نَفْسْكَ وَوَلَدَكَ مِنْهَا؛ أَنْ تَعِظَهَا وَتَزْجُرَهَا بِوُرُودِهَا النَّارَ، وَتُقِيمَ أَوَدَهُمْ بِأَنْوَاعِ التَّأْدِيبِ، فَمِنِ الْأَدَبِ الْمَوْعِظَةُ، وَالْوَعِيدُ وَالتَّهْدِيدُ، وَالضَّرْبُ وَالْحَبْسُ، وَالْعَطِيَّةُ وَالْنَّوَالُ وَالْبِرُّ.
فَتَأْدِيبُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ الْكَرِيمَةِ غَيْرُ تَأْدِيبِ النَّفْسِ الْكَرِيهَةِ اللَّئِيمَةِ».
تُقِيمُ أَوَدَهُمْ: تُقِيمُ اعْوْجَاجَهُمْ.
«فَيْضُ الْقَدِيرِ (5/257)».
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
تعليقات فيس بوك
فوائد ذات صلة